العنكبوت

مقالات سياسية | إجتماعية | رياضية | إخبارية

الاخبار

الصراع في السودان: الأجندات الخفية والأطراف الدولية

الصراع في السودان: الأجندات الخفية والأطراف الدولية

الصراع في السودان: الأجندات الخفية والأطراف الدولية
تحليل عميق للصراع الدائر في السودان والأطراف الإقليمية والدولية المتورطة فيه، مع كشف الأجندات الخفية والمصالح المتضاربة التي تحرك هذا الصراع المعقد على الساحة السودانية.

اقرأ التحليل الكامل

جذور الصراع: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
1
إنشاء قوات الدعم السريع (2013)
تأسست قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" كقوة شبه عسكرية منبثقة من ميليشيات الجنجويد في دارفور، وتم ضمها رسمياً إلى هيكل الأمن السوداني.

2
الانقلاب العسكري (أكتوبر 2021)
إطاحة الجيش بالحكومة المدنية الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، وتولي الفريق أول عبد الفتاح البرهان السلطة، مع حميدتي كنائب لرئيس مجلس السيادة.

3
تصاعد التوترات (أوائل 2023)
خلافات متزايدة حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، وتنافس على السلطة والموارد الاقتصادية بين البرهان وحميدتي.

4
اندلاع الصراع المسلح (أبريل 2023)
اشتباكات عنيفة في الخرطوم ومناطق أخرى، محولة الصراع المكتوم إلى حرب مفتوحة على السلطة والنفوذ في السودان.

الولايات المتحدة الأمريكية: مصالح متعددة الأوجه
المصالح الجيوسياسية
تسعى واشنطن للحفاظ على نفوذها في منطقة القرن الأفريقي المهمة استراتيجياً، خاصة مع تزايد التواجد الروسي والصيني في المنطقة.

التطبيع مع إسرائيل
دعمت الولايات المتحدة بقوة تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل كجزء من اتفاقيات أبراهام، وتحرص على استمرار هذا المسار رغم الصراع الحالي.

دعم الانتقال الديمقراطي
تظهر الولايات المتحدة دعمها الرسمي للانتقال الديمقراطي في السودان، لكن سياساتها العملية تعطي الأولوية للاستقرار والمصالح الاستراتيجية على حساب التحول الديمقراطي.

مكافحة الإرهاب
تهتم واشنطن بمنع تحول السودان إلى ملاذ للجماعات المتطرفة، خاصة بعد إزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 2020.

روسيا: سعي للنفوذ في شمال أفريقيا
الوصول إلى البحر الأحمر
تسعى روسيا للحصول على موطئ قدم في البحر الأحمر من خلال إنشاء قاعدة عسكرية بحرية في السودان، مما يعزز نفوذها الاستراتيجي في المنطقة ويمنحها وجوداً في ممر شحن عالمي حيوي.

الاستثمار في الموارد الطبيعية
تهتم موسكو بموارد السودان الطبيعية، خاصة الذهب واليورانيوم، حيث تنشط شركات روسية مرتبطة بمجموعة فاغنر في استخراج الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.

تعزيز العلاقات مع قوات الدعم السريع
طورت روسيا علاقات وثيقة مع حميدتي وقوات الدعم السريع قبل الصراع، حيث زار حميدتي موسكو عدة مرات وأُشير إلى تورط مجموعة فاغنر في تدريب عناصر من قوات الدعم السريع.

الإمارات العربية المتحدة: لاعب نشط في المعادلة السودانية

توسيع النفوذ الإقليمي
سعي استراتيجي لتأسيس وجود قوي في القرن الأفريقي

مصالح اقتصادية
استثمارات في الذهب والزراعة والبنية التحتية

تأمين الممرات التجارية
السيطرة على موانئ استراتيجية في البحر الأحمر

دعم قوات الدعم السريع
علاقات وثيقة مع حميدتي وتقديم دعم لوجستي ومالي

تتهم تقارير دولية الإمارات بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، حيث كشفت التحقيقات عن وصول شحنات أسلحة وذخائر عبر الحدود الشرقية للسودان من خلال قواعد إماراتية في إريتريا. ينطلق هذا الدعم من شراكة اقتصادية وسياسية بُنيت مع حميدتي قبل اندلاع الصراع، وتنظر أبوظبي إليه كحليف مهم لمصالحها في المنطقة.

الإمارات وإسرائيل: شراكة استراتيجية في السودان؟

تنسيق المواقف
تناغم في السياسات الإماراتية-الإسرائيلية تجاه السودان بعد اتفاقيات أبراهام

السيطرة على الموانئ
اهتمام مشترك بالسيطرة على موانئ البحر الأحمر، خاصة ميناء بورتسودان

تعاون أمني
مصالح أمنية متداخلة في مراقبة تحركات إيران وحلفائها في المنطقة

مشاريع استثمارية
خطط مشتركة للاستثمار في القطاع الزراعي والبنية التحتية السودانية

تشير التحليلات السياسية إلى وجود تنسيق إماراتي-إسرائيلي في الملف السوداني، وتدعم هذه النظرية التقارب الكبير بين البلدين منذ توقيع اتفاقيات أبراهام. ورغم نفي الإمارات لدور "البيدق" لصالح إسرائيل، فإن المصالح المشتركة للدولتين في السودان – خاصة فيما يتعلق بتأمين البحر الأحمر ومراقبة النفوذ الإيراني – تجعل التعاون بينهما منطقياً استراتيجياً.
مصر: أمن مائي ومخاوف من عدم الاستقرار

الأمن المائي
مخاوف من تأثير عدم الاستقرار في السودان على حصة مصر من مياه النيل

أمن الحدود
منع تدفق اللاجئين والأسلحة عبر الحدود الطويلة مع السودان

دعم الجيش السوداني
تفضيل القاهرة للمؤسسة العسكرية السودانية كشريك استراتيجي

ملف سد النهضة
الحاجة إلى موقف سوداني داعم في المفاوضات مع إثيوبيا

تميل مصر إلى دعم الجيش السوداني بقيادة البرهان، معتبرة إياه الضامن للاستقرار في البلاد المجاورة. ويرتبط الموقف المصري ارتباطاً وثيقاً بملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، حيث تحتاج القاهرة إلى موقف سوداني متماسك وداعم في مواجهة السياسات الإثيوبية المائية. كما تخشى مصر من تأثير الفوضى في السودان على أمنها القومي والحدودي.
إثيوبيا: سد النهضة ومعادلات معقدة
السياسة الإثيوبية تجاه الصراع
تتخذ إثيوبيا موقفاً حذراً من الصراع السوداني، مع ميل لعدم التدخل المباشر. لكن أديس أبابا تراقب الوضع بعناية نظراً لتأثيره المحتمل على مصالحها الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بسد النهضة والوضع في منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها مع السودان.
تقلق إثيوبيا من احتمال استغلال مصر للصراع في السودان لتشكيل موقف سوداني أكثر تشدداً تجاه سد النهضة، مما قد يعقد المفاوضات الثلاثية حول ملء وتشغيل السد.
مصالح إثيوبيا في السودان
  • تأمين استمرار تشغيل سد النهضة دون عوائق قانونية أو سياسية
  • الحفاظ على الاستقرار في المناطق الحدودية لمنع تدفق اللاجئين
  • تسوية النزاع حول منطقة الفشقة بشروط مناسبة لإثيوبيا
  • تعزيز العلاقات الاقتصادية مع السودان وتأمين ممرات تجارية للبحر الأحمر
تظهر التقارير إمكانية قيام إثيوبيا بدعم محدود لقوات الدعم السريع، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود الإثيوبية، في محاولة لتحقيق توازن مع النفوذ المصري الداعم للجيش السوداني.
إيران: استراتيجية طويلة المدى في البحر الأحمر
بناء علاقات تاريخية
طورت طهران علاقات وثيقة مع نظام البشير في العقود الماضية، واستخدمت السودان كقاعدة لنقل الأسلحة إلى حلفائها في المنطقة، خاصة حماس وحزب الله. تعرضت هذه العلاقات للتوتر بعد تقارب السودان مع السعودية وانضمامه للتحالف العربي في اليمن.

إعادة الحسابات بعد سقوط البشير
حاولت إيران استغلال الفترة الانتقالية في السودان لإعادة بناء نفوذها، مع التركيز على الجماعات والقوى السياسية المختلفة. أبدت اهتماماً خاصاً بتطورات الصراع الحالي لتحديد كيفية التعامل مع الأطراف المختلفة.

استراتيجية البحر الأحمر
تنظر إيران إلى السودان كجزء من استراتيجيتها للبحر الأحمر، وتسعى للحفاظ على نفوذها في هذا الممر البحري الحيوي. يرتبط هذا بسياساتها الإقليمية الأوسع في القرن الأفريقي واليمن، وبمواجهة النفوذ الإسرائيلي المتزايد في المنطقة.

الاتحاد الأفريقي: وساطة متعثرة وتحديات جسيمة
مبادرات الوساطة
طرح الاتحاد الأفريقي عدة مبادرات للتوسط بين الأطراف المتصارعة في السودان، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى. لكن هذه الجهود واجهت تحديات كبيرة بسبب تعنت الأطراف وتدخل القوى الخارجية.

الأزمة الإنسانية
يركز الاتحاد الأفريقي على التداعيات الإنسانية للصراع، خاصة ما يتعلق بأزمة اللاجئين والنازحين والمجاعة المهددة لملايين السودانيين. يسعى الاتحاد لتنسيق جهود الإغاثة الإنسانية وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.

قوات حفظ السلام
تدرس المنظمة الأفريقية إمكانية نشر قوات حفظ سلام في السودان في حال التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة. تواجه هذه الخطة معارضة من بعض الأطراف السودانية وتحديات لوجستية ومالية كبيرة.

يُتهم الاتحاد الأفريقي بالبطء في التعامل مع الأزمة السودانية وعدم القدرة على فرض أجندته الخاصة في ظل تزاحم القوى الدولية. كما يواجه انتقادات بسبب عدم فعالية آليات التدخل لديه في منع تصاعد العنف وحماية المدنيين، مما يعكس أزمة أوسع في فعالية المنظمة في التعامل مع النزاعات الأفريقية.
تشاد: قلق من تداعيات الصراع عبر الحدود

أزمة اللاجئين
استقبال آلاف اللاجئين الفارين من العنف في دارفور

تهديدات أمنية
مخاوف من تسرب الأسلحة وانتقال المقاتلين عبر الحدود

توازن دقيق
محاولة الحفاظ على علاقات متوازنة مع طرفي الصراع

تشكل الحدود الطويلة والمفتوحة بين تشاد والسودان تحدياً أمنياً كبيراً للحكومة التشادية، خاصة مع تصاعد القتال في إقليم دارفور المجاور. استقبلت تشاد أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني منذ بداية الصراع، مما يضيف ضغوطاً على بنيتها التحتية واقتصادها الهش.
يتبنى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي موقفاً حذراً من الصراع، محاولاً تجنب الانحياز الواضح لأي طرف. لكن التقارير تشير إلى علاقات تاريخية بين تشاد وقبائل دارفور، مع احتمال وجود دعم محدود لبعض الفصائل المسلحة في المنطقة الحدودية.
جنوب السودان: تعاطف مع الخرطوم وعلاقات معقدة
يُظهر جنوب السودان تعاطفاً رسمياً مع الحكومة السودانية والجيش النظامي، متأثراً بالعلاقات المتحسنة بين البلدين بعد فترة من التوتر عقب انفصال الجنوب عام 2011. تعتمد جوبا بشكل كبير على أنابيب النفط العابرة للأراضي السودانية لتصدير نفطها، مما يجعل استقرار السودان مصلحة اقتصادية مباشرة لها.
مع ذلك، هناك مخاوف من استخدام أراضي جنوب السودان كممر لإمدادات الأسلحة لقوات الدعم السريع، خاصة من الإمارات عبر أوغندا. وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين تحركات للمجموعات المسلحة وتدفقاً للنازحين، مما يضيف تعقيدات أمنية وإنسانية للعلاقة بين الدولتين.
الدور الليبي: خليفة حفتر وتأثيره في المعادلة السودانية

دعم عسكري
توفير الدعم اللوجستي والعسكري للأطراف المتصارعة

شبكة المرتزقة
استخدام شبكات المرتزقة والمقاتلين السودانيين في ليبيا للتأثير

تحالفات إقليمية
التنسيق مع القوى الإقليمية الداعمة مثل الإمارات ومصر

تأمين الحدود
محاولة تأمين الحدود الليبية السودانية من تهريب الأسلحة والمقاتلين

يشكل المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي عاملاً مؤثراً في الصراع السوداني، نظراً للروابط التاريخية بين القوات المسلحة في البلدين. وقد استعان حفتر في السنوات الماضية بآلاف المقاتلين السودانيين، خاصة من دارفور، في حربه للسيطرة على ليبيا، مما خلق شبكة علاقات معقدة مع مختلف الفصائل السودانية المسلحة.
تشير التقارير إلى تنسيق وثيق بين حفتر والإمارات العربية المتحدة في التعامل مع الصراع السوداني، حيث تُستخدم الأراضي الليبية كممر لنقل الإمدادات والدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع عبر شبكات التهريب في الصحراء الكبرى.
المملكة العربية السعودية: محاولات الوساطة واهتمام بالاستقرار
تسعى السعودية إلى لعب دور الوسيط في الصراع السوداني، وقد استضافت محادثات جدة بالتعاون مع الولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. يعكس الموقف السعودي حرصاً على الاستقرار في السودان كجزء من استراتيجية أوسع لتأمين محيطها الإقليمي، خاصة في منطقة البحر الأحمر الحيوية لأمنها القومي.
وفي حين تميل الرياض رسمياً إلى الحياد، تشير التقارير إلى تعاطف سعودي مع الجيش النظامي بقيادة البرهان، مع وجود توتر غير معلن مع الإمارات بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع.
تأثير الصراع على القرن الأفريقي: تداعيات إقليمية خطيرة
آثار اقتصادية
تعطل الطرق التجارية الرئيسية وزيادة تكاليف النقل والشحن، مما يؤثر سلباً على اقتصادات دول المنطقة التي تعتمد على التجارة مع السودان.

أزمة اللاجئين
تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى الدول المجاورة، مع ما يصاحب ذلك من ضغوط على البنى التحتية ومخاوف أمنية وإنسانية.

مخاطر أمنية
زيادة نشاط الجماعات المسلحة وشبكات التهريب في المناطق الحدودية، مع احتمال امتداد عدوى عدم الاستقرار إلى دول مجاورة تعاني أصلاً من هشاشة أمنية.

الصين: استراتيجية الحياد والمصالح الاقتصادية

20%

نسبة من إنتاج النفط
تسيطر الشركات الصينية على حصة كبيرة من قطاع النفط السوداني

$4B
حجم الاستثمارات
قيمة الاستثمارات الصينية في البنية التحتية والتعدين والطاقة

60%
صادرات السودان
نسبة الصادرات السودانية التي تتجه إلى الصين قبل الصراع

تتبنى الصين موقفاً حذراً من الصراع في السودان، ملتزمة بسياستها التقليدية في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. لكنها في الوقت نفسه، تسعى لحماية استثماراتها الضخمة ومصالحها الاقتصادية في البلاد، خاصة في قطاعات النفط والتعدين والبنية التحتية.
تدعم بكين رسمياً جهود السلام وتحث الأطراف المتصارعة على ضبط النفس، مع مطالبتها المجتمع الدولي باحترام سيادة السودان. وتُظهر المخاوف الصينية من تأثير الصراع على مبادرة الحزام والطريق في شرق أفريقيا، وتأثيره المحتمل على الاستثمارات الصينية في المنطقة.
البحر الأحمر: ساحة المنافسة الدولية
يمثل البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر عبره نحو 10% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات الدولية. ويشكل السودان بموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر عنصراً محورياً في المنافسة الدولية للسيطرة على هذا الممر الحيوي.
تتنافس القوى الإقليمية والدولية للحصول على موطئ قدم على الساحل السوداني، خاصة في ميناء بورتسودان الاستراتيجي. وقد أدى الصراع الحالي إلى تكثيف هذه المنافسة، مع محاولات مختلف الأطراف الخارجية استمالة أطراف النزاع السودانية لضمان مصالحها في البحر الأحمر.
الموارد الطبيعية: الذهب والأراضي الزراعية في قلب الصراع

مناجم الذهب السودانية
يمتلك السودان احتياطيات هائلة من الذهب تقدر بأكثر من 1000 طن، ويعد ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا. تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من مناجم الذهب في دارفور وكردفان، مما يوفر لها مصدراً مالياً ضخماً لتمويل عملياتها العسكرية.
استفاد حميدتي شخصياً من تجارة الذهب، حيث يمتلك شركات لاستخراج المعدن الثمين وتهريبه عبر شبكات مرتبطة بالإمارات وروسيا. وتشير التقارير إلى أن شركة فاغنر الروسية حصلت على امتيازات للتنقيب عن الذهب في مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع مقابل دعم عسكري ولوجستي.

الأراضي الزراعية والمشاريع الاستثمارية
يمتلك السودان إمكانيات زراعية هائلة مع أكثر من 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، مما جعله هدفاً للاستثمارات الزراعية الأجنبية. وقد أثار منح امتيازات واسعة للشركات الأجنبية، خاصة الخليجية، لاستغلال هذه الأراضي جدلاً واسعاً بين السودانيين.
تمتلك الإمارات وشركاؤها مشاريع زراعية ضخمة في السودان، خاصة في مناطق النيل الأزرق والجزيرة، كجزء من استراتيجيتها للأمن الغذائي. ويثير هذا التوسع الإماراتي مخاوف من أجندة أوسع للسيطرة على الموارد الطبيعية للبلاد، مستغلة حالة عدم الاستقرار والصراع الداخلي.

النفط والموارد المعدنية الأخرى
رغم خسارة السودان لمعظم احتياطياته النفطية بعد انفصال الجنوب عام 2011، لا تزال هناك حقول نفطية مهمة في مناطق النزاع، خاصة في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق. كما يمتلك السودان احتياطيات من اليورانيوم والنحاس والكروم والحديد، مما يجعله محط أطماع القوى الدولية.
تسعى روسيا والصين بشكل خاص للحصول على امتيازات للتنقيب عن هذه المعادن، مستغلة علاقاتهما مع مختلف أطراف الصراع. وقد أثار منح امتيازات للاستثمار في هذه الموارد خلافات حادة بين القيادات العسكرية والمدنية خلال الفترة الانتقالية، مما ساهم في تأجيج الصراع الحالي.
دور الإعلام والحرب المعلوماتية في الصراع
حملات التضليل
تنشط أطراف الصراع في نشر معلومات مضللة وروايات متناقضة حول مجريات المعارك والانتهاكات. تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لصناعة الرأي العام المحلي والدولي، مع توظيف "جيوش إلكترونية" تدار من داخل وخارج السودان.

التغطية الإعلامية الدولية
يعاني الصراع السوداني من نقص في التغطية الإعلامية الدولية مقارنة بأزمات أخرى، مما يسهم في تهميشه عالمياً. تميل التغطية الموجودة إلى التبسيط المخل أو التحيز لأحد الأطراف، وغالباً ما تعكس أجندات الدول التي تتبع لها وسائل الإعلام.

التعتيم والحجب
يواجه الصحفيون والنشطاء السودانيون تهديدات وعنفاً من طرفي الصراع، مع محاولات متكررة لقطع الإنترنت وتعطيل وسائل التواصل. أدى ذلك إلى صعوبة نقل الصورة الحقيقية للأحداث وتوثيق الانتهاكات الحاصلة بحق المدنيين.

تلعب القوى الخارجية دوراً محورياً في الحرب المعلوماتية حول الصراع السوداني، حيث تدعم كل دولة الرواية التي تخدم مصالحها ومواقفها. وقد كشفت تحقيقات عن وجود "مزارع ترول" إماراتية وروسية تنشط في صناعة محتوى مضلل حول الصراع، بينما توظف شركات علاقات عامة غربية من قبل أطراف الصراع لتحسين صورتها في الإعلام الدولي.
الأزمة الإنسانية: المدنيون ضحايا الصراع والأجندات الخارجية
يدفع المدنيون السودانيون ثمناً باهظاً للصراع والتدخلات الخارجية، مع تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. أدى القتال إلى تدمير البنية التحتية الصحية والتعليمية، وتعطيل سبل العيش، وانهيار الاقتصاد، مما وضع البلاد على شفا مجاعة واسعة النطاق.
تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في السودان تحديات جسيمة في الوصول إلى المتضررين، بسبب القيود المفروضة من طرفي الصراع والمخاطر الأمنية. وفي ظل تركيز القوى الخارجية على مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية، يبقى الملف الإنساني في المرتبة الثانية من اهتمامات المجتمع الدولي، مما يعكس استمرار سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الأفريقية.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :