العنكبوت

مقالات سياسية | إجتماعية | رياضية | إخبارية

الاجتماعية

في ذكرى الشيخ الحطابي آدم اللحيمر

د. خالد الحطابي آدم في الذكرى السنوية الأولى لرحيل والده، الشيخ الحطابي آدم اللحيمر، يستذكر حياته صفاته وأثره العظيم في حياة من عرفوه، حيث كان يُبدأ يومه بآيات من ذكر الله معبراً بذلك عن إيمانه واستلهامه للدروس من كتاب الله العزيز.: “ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ (1) هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٖ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ (2) وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ وَجَهْرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكْسِبُونَ.”

المولد والنشأة:

ولد الشيخ الحطابي آدم اللحيمر في برام الكلكة عام 1931، وهو العام الذي عرف بـ “سنة موت النصراني”، وهي طريقة شائعة للتأريخ في تلك الفترة  والده هو العمدة آدم اللحيمر، الملقب بـ “أبو الجميل” و”عنقريب السجالة”، أحد زعماء وقيادات الثورة المهدية، وتربى في جو أسري مفعم بالقيم والعراقة.
وكان والده من أسرة عريقة، حيث ينتمي إلى قيادات ووجهاء المنطقة، وله العديد من الأبناء من بينهم:
محمد الجميل (جد الشيخ محمد أحمد عبدالقادر والد الدكتور الريح عبدالقادر)
اللواء الدرديري آدم
الأمير محمد علي آدم
المرحوم جابر آدم
كما أن للعمدة آدم اللحيمر بنات كثر

التعليم:

تلقى الشيخ الحطابي تعليمه الأولي في برام، إلا أنه منع قسرًا من مواصلة تعليمه النظامي.

المسيرة المهنية:

التحق بقوة دفاع السودان.
انضم إلى الشرطة ومارس فيها القانون.
انتقل إلى السجون والإصلاح، ثم تقاعد مبكرًا للعودة إلى الكلكة.

وفاته:

توفي الشيخ الحطابي آدم اللحيمر يوم الجمعة الموافق 17 مايو 2024، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.

صفاته وعلاقاته:

كان يتميز بعلاقات اجتماعية واسعة، يشهد عليها صداقته القوية مع العم بقادي فضالي، زميله في العمل بالسجون بالجنينة.
يذكر الشيخ القوني محمد علوي كرم والده العمدة آدم اللحيمر، واستقباله للمشايخ في منزله بالجنينة.
وفي ذاكرتي، يتذكر الزملاء والأصدقاء مواقفه وعلاقاته، حيث كان رجلاً ذو شخصية قوية، وكان دائمًا من المدافعين عن الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ويؤمن بأهمية العمل مع المجتمع من أجل تطوير المنطقة وخدمة الناس.

إرثه ودوره في المجتمع:

   عاد إلى برام وهو شاب طموح يحمل إرث والده العمدة، وواصل مسيرته في خدمة المجتمع.
   عمل زعيمًا للإدارة الأهلية في “خشم البيت (خيار)”، بعد فصلها عن “الطراريش”، حيث عقد مؤتمراً كبيرًا في نيالا، وأثبت أن قيادته ونضاله هو من جوهر الكرم والحنكة.
   مارس الزراعة في “قردود الحطابي”.
   خاض تجربة التجارة، إلا أن كرمه وتأثره بوالده حالا دون استمرارها.
   كان له دور سياسي ومجتمعي بارز، وعرف بآرائه الجريئة ومواقفه الصلبة.
   اشتهر برحلات الصيد، وقصص مغامراته في البراري.

خدمته العامة:

*   ترأس مجلس برام الكلكة، واستقبل نائب الرئيس نميري في مطار برام.
*   كان عضوًا ورئيسًا لمحكمة برام، وعمل مع قيادات المنطقة لحل النزاعات.
*   تدخل لدى وزير الداخلية لإطلاق سراح مواطنين من برام كانوا مسجونين في زائير.

شهادات معاصرة

   يذكر الأستاذ محمد هارون إدريس أن منزل الحطابي كان ملتقى لحل المشكلات الاجتماعية والإصلاح بين الناس.
   يشير أحد الأشخاص إلى مساعدة الحطابي له في ضمانة أحد المتهمين من قبيلته أمام المحكمة في برام.

الخاتمة:

رحيل الشيخ الحطابي آدم اللحيمر خسارة فادحة، وترك فراغًا لا يملأ. رحمه الله وغفر له، ونسأل الله أن نواصل مسيرته في خدمة مجتمعه.
فراق الوالد هو وجعٌ لا يندمل، وألمٌ عميقٌ يسكن الروح، وحزنٌ يلازم القلب، يغص بالأسى كلما تذكرت وجهه الباسم ونبرة صوته الدافئة، خاصة تلك التي كانت تتلى بصوت عذب يفيض بالإيمان، وتلك المرتلات من قرآن الفجر التي كانت مشهودة وتُلهِم الجميع. لقد كان مهمومًا بأداء العبادات، حيث كانت آيات القرآن تواسيه وتفقده حياته يوماً بعد يوم.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :