العنكبوت

مقالات سياسية | إجتماعية | رياضية | إخبارية

الاخبار

كاميرون هدسون: انخراط الولايات المتحدة في السودان مدفوع بالاستقرار وليس بالديمقراطية    

في مقابلة حديثة مع قناة الجزيرة مباشر، قدّم كاميرون هدسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، رؤية صريحة حول كيفية تعامل إدارة ترامب المحتملة مع الصراع الجاري في السودان.

هدسون أوضح أن الولايات المتحدة تدرك خطورة الأزمة السودانية، لكنها لم تُظهر بعد جدية حقيقية في العمل على حلّها. وأضاف أن واشنطن بدأت تُصدر بعض التصريحات وتتواصل مع دول الجوار، لكنها لا تملك خطة واضحة أو فريقًا دبلوماسيًا مخصصًا يقود هذا الملف حتى الآن.

وبحسب هدسون، ترى إدارة ترامب أن ما يجري في السودان هو “حرب أهلية”، ومن غير المرجح أن تنحاز إلى أي طرف. وبدلاً من ذلك، تفضل العمل مع قوى إقليمية مثل مصر، والسعودية، والإمارات، وتركيا، لمنع تصاعد التنافس الإقليمي على الأراضي السودانية. وأكد أن استقرار منطقة البحر الأحمر والسلام الأوسع في القرن الإفريقي والخليج العربي يشكّلان أولوية للولايات المتحدة.

وعند سؤاله عن إمكانية ممارسة ضغوط على ممولي الحرب، استبعد هدسون ذلك، قائلاً إن إدارة ترامب ستتجنب التكتيكات التي استخدمتها إدارة بايدن، وستعمل مع الدول “كأصدقاء وشركاء”، بدلاً من استخدام أسلوب الضغط.

وحذّر هدسون من تجاهل أصوات السودانيين، مشددًا على أن الثورة اندلعت لأن الناس أرادوا نهاية للحكم العسكري والنظام الديكتاتوري. وقال: “من الضروري أن تصغي واشنطن للشعب السوداني، لا أن تكتفي بسماع دول الجوار فقط.”

وفيما يخص المخاوف من تواجد روسي أو إيراني في السودان، أكد هدسون أن الولايات المتحدة قلقة بالفعل، لا سيما من نفوذ الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان أو القاعدة أو داعش، والتي تنامت قوتها في مناطق مثل الصومال ومنطقة الساحل. وأضاف أن واشنطن تسعى لمنع هذه القوى من إيجاد موطئ قدم لها في السودان.

وبالنسبة للحكومتين المرتقبتين، إحداهما برئاسة كامل إدريس المعيّن من قبل الفريق البرهان، والأخرى في مناطق تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع، قال هدسون إن الولايات المتحدة لن تعترف بحكومة تدعمها المليشيا، خاصة في ظل اتهامات لها بارتكاب جرائم إبادة جماعية. أما الاعتراف بالحكومة التي يعينها الجيش، فهو أمر غير محسوم بعد، بسبب وجود مخاوف من ارتكاب انتهاكات من جانب الجيش أيضًا.

وختم هدسون بالقول إن إدارة ترامب لا تنظر إلى السودان من منظور الديمقراطية، بل من منظور تحقيق السلام والاستقرار. وأشار إلى أن الرئيس ترامب يسعى إلى وقف الحروب، وأنه مهتم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، لكن تحقيق السلام في السودان يتطلب أكثر من مجرد توقيع اتفاق. وقال: “وقف إطلاق النار والسلام الحقيقي أمران مختلفان… والسلام في السودان لن يتحقق ما لم تُعالَج جذور الأزمة المرتبطة بالعرق والدين ودور الدولة.”

تعليق من Sudanese Echo: 
من المهم التأكيد أن الإمارات تلعب دورًا محوريًا في دعم مليشيا الدعم السريع، وهي المليشيا التي ارتكبت فظائع واسعة النطاق ضد المدنيين في السودان. ومع ذلك، فإن أي حل يتجاهل إرادة الشعب السوداني لن يُكتب له النجاح. يمكن للفاعلين الدوليين إضاعة وقتهم في المؤتمرات واللقاءات، لكن في نهاية المطاف، مطلب السودانيين واضح وبسيط: إنهاء مليشيا الدعم السريع، بغض النظر عن موقف أو رغبة داعميها.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :