من المقرر أن يلقي الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني، خطاب السودان أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك يوم الخميس 23 سبتمبر، وفقًا للقائمة المبدئية للمتحدثين. يأتي ذلك في خضم تصاعد الأحداث السياسية واستمرار الانقسامات التي تعصف بالبلاد، خاصة مع تكوين قوات الدعم السريع لحكومة موازية تُعزز من مسار الاحتقان، وتزيد من تعقيد المشهد الوطني.

وتعتبر مشاركة البرهان في هذه الفعالية الدولية ذات أهمية كبيرة، إذ تضع السودان على طاولة المجتمع الدولي في وقت تزداد فيه التحديات التي تواجه الدولة، على رأسها الأزمة السياسية والانفلات الأمني الذي تفاقم مؤخرًا. لكن، في ظل هذا الظرف، يبدو أن ظهور الدعم السريع بحكومة موازية يهدد محاولة العودة إلى مسار الاستقرار، حيث تسعى تلك القوات لتعزيز نفوذها، ربما في سياق تمرد داخلي أوسع أو محاولة لفرض أجندة غير مواتية للوحدة الوطنية.

وفي سياق التحليل، فإن الخطاب المنتظر من البرهان يحمل رسالة هامة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن السودان يسعى إلى استعادة استقراره الوطني، رغم التحديات التي تواجهه، وأنه يسعى إلى حوار وطني جامع ينهي حالة الانقسام. إلا أن تزامن ذلك مع تشكيل الدعم السريع حكومة موازية يضع العراقيل أمام جهود توحيد الصفوف، ويعكس حجم الانقسامات الداخلية التي تحتاج إلى معالجات حاسمة لإنهائها، قبل أن تتفاقم أكثر.

وفي النهاية، يبقى أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات في السودان، ويرى أن الاستقرار السياسي أمر ضروري لضمان مستقبل آمن ومستقر للبلاد، وأن الجهود السياسية يجب أن تتوحد لوقف التصعيد، والعمل على بناء دولة المؤسسات، بعيدًا عن التجاذبات والصراعات التي قد تؤدي إلى المزيد من التقسيم والدمار.