يعيش السودان منذ فترة أحداثًا دامية قد تُهدد وجودها الثقافي والتاريخي بشكل غير مسبوق، حيث يواجه الإرث الحضاري للبلاد مخاطر حقيقية ناجمة عن انتهاكات واسعة النطاق وعمليات نهب ممنهجة تستهدف تراثها الثقافي العريق.
تهريب وتدمير للكنوز الحضارية
تشير مصادر عديدة إلى أن آلاف السنين من التاريخ السوداني، من الحضارة الكوشية القديمة إلى مراحل متعاقبة من الحضارات والنماءات، تتعرض الآن لعملية نهب منظمة ودمار متعمد. فقد كشفت تقارير موثوقة أن بعض المتاحف في الخرطوم، أمدرمان، ودارفور، قد تعرضت لعمليات سرقة وتدمير.
نزوح الحضارة وتقسيم التاريخ
وباتت الكنزات الأثرية التي تُمثل هوية أمةٍ بأكملها، موضوعًا للنهب عبر الحدود، حيث تنقل قطاعات سودانية واسعة آثارًا ومقتنيات تؤرخ لحضارة كوش القديمة، عبر الشبكات الدولية للنهب، إلى سوق النهب العالمي، الذي يمثل جهةً غريبة عن أرض الوطن. هذا العمل يُعدّ مجازر ثقافية تضرب جذر الهوية الوطنية، وهو يعد جريمة حرب ضد التاريخ، لا تقل خطورة عن الجرائم التي يتعرض لها الشعب من قتل وتشريد.
الدمار الممنهج والعقوبات الدولية
المنظمات الحقوقية والمراقبون يحذرون من أن هذا النهب هو جزء من خطة ممنهجة لطمس الهوية السودانية، وإفراغ الذاكرة الجماعية من موروثها الحضاري، أن هذا السلوك يُعدّ جريمة حرب ثقافية مكتملة الأركان ويجب أن يُواجه بالمساءلة الدولية، وأن التاريخ السوداني سيكون شهيدًا على هذا التدمير غير المسبوق، وأن كل من ساهم أو تنازل عن تاريخ الأمة سيُحاسب.
موقف ونضال مستمر
وفي ظل هذا الظرف الأليم، يرفع السودانيون صوتهم عالياً، رافضين أن يُباع تاريخهم، ومؤكدين على أن السودان لن ينسى حقوقه التاريخية، وأن المعركة ليست مجرد معركة سياسية أو عسكرية، بل هي معركة كرامة لأمة وثقافة عريقة ستنتصر حتمًا.
ختامًا: نداء لإنقاذ التاريخ
إن استمرارية هذا السلوك، وتواطؤ بعض الجهات الخارجية، خاصة من الإمارات، يعرض مستقبل البلاد لهجمة ثقافية مدبرة، تهدف إلى تذويب هويتها وطمس تاريخها، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً، وموقفًا حاسمًا لوقف تلك الجرائم، ومحاسبة كل من يشارك في عملية تدمير التاريخ السوداني، الذي هو ملك للأجيال القادمة، ولن يُشترى أو يُباع.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :