تلقى السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في القمة الروسية العربية، جاء ذلك لدى لقائه السفير أندري تشير نوفول سفير روسيا الاتحادية لدى السودان، الذى سلمه الدعوة وبحث اللقاء أوجه التعاون المشترك بين السودان وروسيا و مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتنميتها، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع في السودان.
القمة الروسية العربية
تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وتحديداً للسودان في ظل التطورات السياسية والامنية، فمشاركة السودان والإمارات على رأسها الفريق البرهان والشيخ محمد بن زايد، تحمل دلالات كبيرة حول مسار الأزمة السودانية.
سيناريوهات الحضور والغياب وتأثيرها المحتمل
أولاً: حضور البرهان وغياب ابن زايد (السيناريو الأكثر ترجيحاً)
المؤكد البرهان حضوراً وابن زايد ما بين الحضور والغياب ونحلل تلك السيناريوهات منفصلة تالياً
حضور البرهان وحقيبة الرسائل:
١. استغلال المنصة: سيسعى البرهان من خلال حضوره إلى تأكيد شرعية دولية لحكومته التنفيذية التي تم تكليف رئيس وزراء ومتوقع استكمال الحكومة.
٢. حشد الدعم الإقليمي: محاولة الحصول على دعم مالي وسياسي لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه السودان.
٣. تأكيد تورط الإمارات: قد يشير البرهان الي أدلة أو معلومات استخباراتية تدعم مشاركات أطراف خارجية في الحرب السودانية ، لكن قد تكن الاشاريكون ذلك بحذر لتجنب قطع العلاقات بشكل كامل.
٤. رسالة إلى الداخل: التأكيد على أن حكومته قادرة على إدارة شؤون البلاد رغم الصراعات والتقاطعات
في حالة غياب ابن زايد:
١.توتر ونفور: يعكس الغياب رغبة في تجنب الظهور في موقف داعم لطرف على حساب آخر.
٢. تجنب الضغوط: قد تتجنب الإمارات المشاركة لتفادي الضغوط التي قد تمارس عليها .
٣.إعادة تقييم السياسات: ربما تكون الإمارات في مرحلة إعادة تقييم لسياستها تجاه السودان، وتفضل البقاء بعيد عن الضغوطات في الوقت الحالي.
في حالة حضور محمد ابن زايد (سيناريو أقل ترجيحاً)
١. مبادرة سلام إماراتية: قد يقترح ابن زايد مبادرة للسلام أو خارطة طريق لحل الأزمة، مع التركيز على الحفاظ على مصالح الإمارات في السودان.
٢. الوساطة والتوفيق: لعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، والسعي لتقريب وجهات النظر.
٣.الدعم الإنساني: تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب السوداني، مع التأكيد على الدور الإنساني للإمارات.
٤. الحفاظ على النفوذ: ضمان عدم تهميش دور الإمارات في مستقبل السودان، والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف.
خطاب البرهان في القمة
من المتوقع أن يتضمن خطاب الفريق البرهان
١. الموازنة بين المصالح: قد يوازن الخطاب بين عرض الحقائق وتقديم الأدلة، وبين الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة للمبادرات.
٢.التركيز على الحلول: متوقع أن يشير البرهان إلي حلولاً داخلية للأزمة ميدانية بمواصلة القوات المسلحة للعمليات ، والاشارة إلى حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف السودانية التي دعمت القوات المسلحة.
٣. الاستعانة بالدعم الدولي: دعوة المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على الأطراف الداعمة للحرب للوصول إلى توقفها من دعم التمرد ، والدعوة لتقديم الدعم اللازم للسودان.
٤. تأكيد السيادة السودانية: التأكيد على أن السودان دولة ذات سيادة، وأنها قادرة على حل مشاكلها بنفسها.
ثالثاً: الصورة التذكارية
الصورة التذكارية للقمم الرئاسية تحمل رسالة سياسية قوية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
١. موافقة البرهان: إذا وافق البرهان على التقاط الصورة، فقد يعكس ذلك رغبة في تخفيف التوتر وإبداء حسن النية.
٢. رفض البرهان: إذا رفض البرهان، فقد يزيد ذلك من حدة التوتر ويعقد الأمور.
رابعاً: عوامل إضافية مؤثرة:
الموقف الروسي:
روسيا تلعب دوراً متزايد الأهمية في المنطقة، وموقفها من الأزمة السودانية قد يؤثر على مسار الأحداث.
الموقف العربي:
موقف الدول العربية الأخرى، مثل مصر والسعودية، قد يؤثر على موقف الإمارات والبرهان.
الضغوط الدولية:
الضغوط التي تمارسها الدول الغربية والمنظمات الدولية قد تؤثر على جميع الأطراف.
القمة الروسية العربية فرصة حاسمة للسودان بعد تكليف رئيس وزراء ومواقف الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، يجب على البرهان التعامل بحكمة ودبلوماسية، ووضع مصلحة الشعب السوداني فوق أي اعتبارات أخرى، يجب أن يكون الخطاب مدروساً، وأن يركز على أوضاع السودان وشعبه، الصورة التذكارية قد تكون لها دلالات كبيرة ويجب التعامل معها بحذر.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :
